(70)

(71)

متجردًا، واللَّه أعلم.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: آذوه؛ لأنه كان خرج بهارون إلى بعض الجبال؛ فمات هارون هناك، فرجع موسى إليهم وحده؛ فقال بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته حسدًا؛ فقال موسى: " ويلكم، أيقتل الرجل أخاه "؛ فآذوه، فذلك قوله: (لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا)؛ فجاءت به الملائكة فوضعته بينهم، فقال لهم: لم يقتلني أحد؛ إنما جاء أجلي فمت، فذلك قوله: (فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا).

هذا يشبه أن يكون - وغيره - كأنه أقرب وأشبه، وهو ما كان قوم كل رسول نسبوا رسولهم إلى الجنون مرة، وإلى السحر ثانيًا، وأنه كذاب مفتر، ونحوه، على علم منهم أنه رسول اللَّه، ولا شك أنهم كانوا يتأذون بذلك جدا؛ ولذلك قال: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ): لا يحتمل أن يكون هذا في الأول؛ لأنهم لو كانوا علموا أنه ليس به ما ذكروا - لم يؤذوه؛ فدل أن أذاهم إياه فيما ذكرنا، وفي أمثال ذلك، وكذلك ما نهى قوم رسول اللَّه من الأذى له؛ لما نسبوه مرة إلى الجنود، وإلى السحر ثانيًا، وإلى الافتراء والكذب على اللَّه ثالثًا، لا فيما ذكر أُولَئِكَ.

(وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا).

أي: مكينًا في القدر والمنزلة، واللَّه أعلم.

وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)

جائز أن يكون قوله: (اتَّقُوا اللَّهَ)، أي: اتقوا الشرك في حادث الوقت، (وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، أي: ائتوا بالتوحيد في حادث الوقت؛ لأنه إنما خاطب به المؤمنين:

(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ... (71)

أي: بالتوحيد؛ لأنه بالتوحيد تصلح الأعمال وتذكر، وبه يغفر ما كان من الذنوب، وبه يكون الفوز العظيم، وباللَّه التوفيق.

ويحتمل قوله: (اتَّقُوا اللَّهَ) في الخيانة فيما بينكم وبين الخلق، أي: لا تخونوا الخلق.

(وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، أي: صمدقا وصوابا؛ أي: لا تكذبوا، ولا تقولوا فحشًا ونحوه.

ويحتمل (اتَّقُوا اللَّهَ) ولا تعصوه، واعملوا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر (وَقُولُوا قَوْلًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015