(130)

أو أن يكون قوله: (لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) لما وسع عليهم الدنيا ورزقهم الدعة يحسبون أنهم يخلدون؛ لأن من وسع عليه الدنيا ويكون له الدعة والسعة في هذه الدنيا، يطمئن فيها ويسكن؛ وهو كما قال: (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)؛ فعلى ذلك الأول، والله أعلم.

وقوله: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) كنى - واللَّه أعلم - بالجبار عن الظالم والمعتدي، أي: وإذا بطشتم بطشتم ظالمين.

والريع: - هو المكان المرتفع.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو الطريق.

ومصانع: قَالَ بَعْضُهُمْ: البنيان، وقيل: الحياض.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: الريع: ما ارتفع من الأرض، وجمع الريع: ريع، وجمع الريع أرياع؛ وهما واحد. والريع: الربح -أيضًا- تقول: أراع إذا ربحت عليه، وجمعه: أرياع.

ومصانع في موضع: قصور وفي موضع: حياض يجتمع فيها الماء، الواحد: مصنعة من كلاهما.

وقال: البطش: الأخذ، يقال: بطشت بفلان أبطش بطشًا؛ إذا أخذته وقبضت عليه.

وقَالَ الْقُتَبِيُّ -أيضًا-: الريع: الارتفاع من الأرض، والمصانع: البناء، واحدها: مصنعة؛ فكان المعنى: أنهم يستوثقون في البناء والحصون، ويذهبون إلى أنها تحصنهم من أقدار اللَّه وقضائه، وهذا يشبه أن يكون ما ذكر؛ لأنه قال في آخره: (لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) أي: يبنون بناء كأنهم يخلدون ولا يموتون.

وقال: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ) أي: إذا ضربتم بالسياط ضربتم ضرب الجبارين، وإذا عاقبتم قتلتم. وقَالَ بَعْضُهُمْ: بطشتم: أخذتم بالظلم والاعتذار والاستحلال لما حرم اللَّه.

وقال أبو معاذ: وكل بناء مصنعة. وفي حرف حفصة: (وتبنون مصانع كأنكم خالدون).

والآية: العلم.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: الريع ما استقبل الطريق من الجبال والظراب.

وقال قتادة: كل نشز في الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015