وقوله: (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)
إن كان هذا القول من الثنوية والدهرية فقوله: (نَمُوتُ وَنَحْيَا): هم بأنفسهم؛ لأنهم يقولون: يموت الإنسان فيحيا غيره من البقر والحمر وغيره من تراب إذا أكل.
وإن كان هذا القول من غير الثنوية فنقول: قوله: (نَمُوتُ وَنَحْيَا)، أي: نموت نحن ويحيا الأبناء.
وذكر في حرف ابن مسعود وأبي: (نحيا ونموت وما نحن بمبعوثين).
وقوله: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) هذا قولهم.
وقوله: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39)
قد ذكرناه.
(قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)
أي: عما قريب يندمون بالتكذيب عن هذا القول الذي قالوه والإنكار الذي أنكروه، لا شك في ذلك.
وقَالَ الْقُتَبِيُّ: (وَأَترفنَاهُمْ)، أي: وسعنا عليهم حتى أترفوا، والترفة منه، ومثلها: تحفة، كان المترف هو الذي يتحف.
وقال غيره: (وَأَتْرَفنَاهُمْ)، أي: أنعمنا عليهم وبسطنا لهم؛ فكله يرجع إلى واحد.
قال أَبُو عَوْسَجَةَ: قوله: (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ) هذا تبعيد للأمر، أي: أنه أمر بعيد؛ على ما ذكرنا أنه لا يكوِن.
وقوله: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ ... (41)
قد ذكرناه.
وقوله: (فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً)
قَالَ بَعْضُهُمْ: الغثاء: اليابس الهامد كنبات الأرض إذا يبس.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: الغثاء: هو الذي يحمله السيل بالموج.
وقال أبو معاذ: (غُثَاءً أَحْوَى)، أي: أسود.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: غثاء، أي: موتى.