(26)

(27)

(28)

(29)

(30)

(31)

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26).

يحتمل: تبليغ الرسالة إليهم، والقيام بها، أو سأله التيسير بجميع ما أمره به ونهاه عنه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)

يحتمل ما ذكرنا أنه إذا اشتد به الغضب يحبس لسانه ويثقل حتى يمنعه عن النطق به؛ فيظن ذلك اللعين أنه لخوف صار كذلك.

أو أن يكون سأل ذلك لآفة كانت بلسانه ما كان يمنعه عن التكلم به، فسأله أن يحل تلك الآفة والرتوتة التي كانت به.

وأمَّا قول أهل التأويل: إنه أخذ بلحية فرعون، فلطمه، فأراد أن يعاقبه، فقالت له امرأته: إن فعل ذلك، فإنه لا يعقل. فأتى بطشت من جمر وطشت من حلو، فهَمَّ أن يتناول من الحلو، فأهوى، جبريل بيده إلى الجمر، فأخذه وجعله في فيه، فتلك الرتوتة التي سأله أن يحلها لذلك، لكن ذلك لا يعلم إلا بالوحي عن اللَّه أنه كذلك، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) سأل ربه أن يجعل أخاه معه وزيرًا له ويشاوره؛ ليتحمل عنه بعض ما حمل عليه من الأثقال؛ إذ قيل: الوزير: هو الذي يتحمل عن الملك بعض ثقل ما حمل.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)

قَالَ بَعْضُهُمْ: (أَزْرِي) وظهرى.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي: عوني، وكذلك ذكر في حرف حفصة.

وقرأ بعضهم: [(أَشْدُد بِهِ أَزْرِي)] على الخبر من موسى، وكذلك في قوله: (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)، وأمَّا قراءة عامة القراء فهي على الدعاء والسؤال.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)، أي: ظهري، ويقال: آزرته: أعنته، ويقال: توازروا: أي: تعاونوا، واستوزرته: أي: استعنت به، ومن هذا أخذ الوزير.

وقَالَ الْقُتَبِيُّ: (أَزرِي): ظهري، ويقال: آزرت فلانًا على الأمر، أي: قويته عليه، فأما وازرته: فصرت له وزيرًا، وأصل الوزارة من الوزر: وهو الحمل، كأن الوزير يتحمل عن السلطان بعض الثقل ويرفع عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015