(91)

(92)

(93)

قتحرق كل شيء حتى لا تبقي لهم ثوبًا ولا بناء ولا خشبًا ولا غيره إلا أحرقته.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)

اختلف في قوله: (كَذَلِكَ):

قَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (كَذَلِكَ)، أي: كذلك أخبرنا رسول اللَّه من نبأ ذي القرنين، وخبره على ما كان.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: كذلك أعطينا له من السبب حتى بلغ مطلع الشمس كما بلغ مغربها بالسبب الذي ذكر.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: كذلك قيل له في المطلع من قوله: (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)، كما قيل له في المغرب، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا).

قَالَ بَعْضُهُمْ: هو صلة قوله: (قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا)، (وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا)، أي: عن علم سأتلو عليكم.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو على الابتداء، ليس على الربط والصلة على الأول، أي: قد أحطنا علمنا بما لديه.

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)

ما ذكرنا في بلوغه مغربها ومطلعها، أي: أعطينا له من السبب حتى بلغ بين السدَّين في بعض القراءات (السَّدَّيْنِ (93) بالنصب، فإن كان بين اللغتين فرق؛ فيشبه أن يكون (السُّدَّيْنِ) بالرفع: الجبلين اللذين كانا هنالك، و (السَّدَّيْنِ) بالنصب: هو بناء ذي القرنين، وإن لم يحتمل الفرق - فهو ما بني هو أو مكان في الخليقة.

ثم اختلف في ذلك السذ.

قَالَ بَعْضُهُمْ: هو المنفذ الذي كان بين طرفي الجبل الذي كان محيطا بالأرض، يدخل فيه يأجوج ومأجوج إلى هذه الأرض؛ فسد ذو القرنين ذلك المنفذ.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: لا؛ ولكن كانا جبلين: أحدهما: ستر بين يأجوج، والثاني: بين مأجوج؛ فسد ذلك، واللَّه أعلم كيف كان؟

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا).

قال الحسن: كانوا يفقهون ما به صلاح معاشهم، وما به بقاؤهم، ولكن كانوا لا يفقهون الهدى من الضلال، والخير من الشر، ونحوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015