(6)

كقوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ)، أي: أخلينا بينهم وبين الشياطين.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ) أي: أسلطنا عليكم.

وقوله: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) رد على المعتزلة؛ لأنه ذكر أنه بعث عليهم عبادا أولي بأس شديد، وإنما بعثهم لجزاء إساءتهم ولسوء صنيعهم، وذلك شريفعل بهم؛ دل أن لله صنعًا في جميع فعل العباد.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ).

قَالَ بَعْضُهُمْ: جاسوا - من التجشس)، أي: يتجسَّسون أخبارهم ويسمعون أحاديثهم، وهم جنود جاءوا من فارس.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: (فَجَاسُوا) أي: قتلوا الناس في الأزِقَّة، وقيل: في الطرق.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا).

أي: الذين قالوا: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) وعدًا كائنًا مفعولًا، أي: كان وعدًا موعودًا مفعولًا كائنًا، وإلا الوعد لا يأتي، وكذلك قوله: (إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) أي: موعودًا مأتيا، وكذلك ما أشبه هذا.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)

أي: الغلبة والهلاك عليهم.

(وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا).

أي: أكثر رجالًا منكم - قبل ذلك - وعددًا، ثم إذا عصوا ثانيًا، وكفروا بربهم سلط اللَّه عليهم قومًا آخرين! فدمروا عليهم، فذلك قوله:

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ).

الهلاك والتدمير، أي: موعود الآخرة.

(لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ).

ثم وعد لهم الرحمة إن تابوا ورجعوا عن ذلك بقوله: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ). ثم أوعدهم العود إليهم بالعقوبة بقوله: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا)، أي: وإن عدتم إلى المعاصي عدنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015