(32)

لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) كقوله: (مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا).

قَالَ بَعْضُهُمْ: الذين حاربوا رسول اللَّه.

(تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ).

القارعة: هي ما يقرع القلوب ويكسرها، ثم قرعهم يكون بعذاب، وقتل، وغيره؛ من الهزيمة ونحوه وبسبي ذراريهم [وبغنم] المسلمين أموالهم.

(أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ).

قَالَ بَعْضُهُمْ: أو تكون القارعة بجيرانهم الذين قرب منكم دارهم.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: لا تزال سرية من سرايا رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - تحل ببعضهم؛ أو ينزل هو قريبًا منهم؛ حتى يأتي وعد اللَّه، وعد اللَّه يكون بوجهين:

أحدهما: أن يظفره بهم جميعًا، وأن يورث المؤمنين أرضهم وديارهم وأموالهم.

والثاني: يكون وعد اللَّه فتح مكة؛ كقوله: (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا. . .).

(إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) ما وعد رسوله؛ من الفتح والنصر وغيره.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ).

يحتمل ما ذكر؛ من إصابة القارعة؛ الجوع والشدائد التي أصابتهم، ويحتمل القتال والحرب؛ التي كانت بينهم وبينهم.

وقوله: (أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ) نزول السرايا بقرب من دارهم.

(حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ) يحتمل فتح مكة، أي: تحل قريبًا من دارهم حتى يأتي ما وعد اللَّه؛ من فتح مكة عليك، أو أن يكون وعد اللَّه هو البعث واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)

يقول: ولقد استهزأ برسل من قبلك قومُهم؛ كما استهزأ بك قومُك، يُعَزِّي نبيهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ليصبر على تكذيبهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015