وقال أبو عبيد: الإزجاء في كلام العرب: الدفع والشَوق؛ وهو كقوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا)، أي يسوق ويدفع. وقَالَ بَعْضُهُمْ: ناقصة. وقَالَ بَعْضُهُمْ: جاءوا بسمن وصوف. وقيل: جاءوا بصنوبر وحبة الخضراء، وأمثال هذا.
قالوا: ويشبه أن يكون (مُزْجَاةٍ) من التزجية: كما يقال: نزجي يومًا بيوم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ).
قَالَ بَعْضُهُمْ: أوف لنا الكيل بسعر الجياد؛ وتأخذ النُفَاية وتكيل لنا الطعام بسعر الجياد.
لكن قوله: (فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ) أي سلم لنا الكيل تامًّا؛ لأن الإيفاء هو التسليم على الوفاء؛ كقوله: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ)، وتصدق علينا بفضل ما بين الثمنين في الوزن. وقيل: ما بين الكيلين.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: وتصدق علينا: أي زد لنا شيئًا يكون ذلك صدقة لنا منك.
لكن يشبه على ما قالوا: وطلبوا منه الصدقة؛ حط الثمن؛ لأن الصدقة لا تحل للأنبياء، ويجوز الحط لهم، ويجوز حط من لا يجوز صدقته؛ نحو العبد المأذون له في التجارة؛ يجوز حطه ولا يجوز صدقته، وكذلك نبي اللَّه كان يجوز له الشراء، بدون