واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ): يحتمل قوله: (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ) في الدنيا جزاء فضله في الآخرة.
ويحتمل (وَيُؤْتِ) بمعنى أتى، أي: ما أتى كل ذي فضل في الدنيا إنما أتاه بفضله.
وقوله: (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) أي: ويؤت كل ذي فضل في دينه في الدنيا فضله في الآخرة، أو يقول: يؤت كل ذي فضل في الدنيا والآخرة فضله؛ لأن أهل الفضل في الدنيا هم أهل الفضل في الآخرة.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا): ولم يسلموا، (فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) الآية ظاهرة.
وقَالَ بَعْضُهُمْ في موضع آخر، وهذا لما يكبر على الخلق ويعظم ذلك اليوم.
وقال بعض أهل الفقه: في قوله: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) دلالة تأخير البيان؛ لأنه قال: (أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ)، وحرف ثم من حروف الترتيب، ففيه جواز تأخير البيان، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أي: إلى ما أعد لكم مرجعكم من وعد ووعيد.
(وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي: وهو على كل ما أوعد ووعد، قدير.
* * *
قوله تعالى: (أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ): عن عبد اللَّه بن شداد قال: كان أحدهم إذا مر بالنبي تغشى بثوبه وحنى صدره.