قَالَ الْقُتَبِيُّ: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، أي: إعلام، ومنه أذان الصلاة، وهو الإعلام؛ يقال: آذنتهم إيذانًا.
وكذلك قال أَبُو عَوْسَجَةَ.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) يكون في قوله: (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) دلالة ما قال أهل التأويل من النقض؛ لأن قوله: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) يكون فيه انقضاء العهد وإتمامه إلى المدة التي ذكر، ويكون ما روي في الخبر وذكر في القصة أن نبي اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - لما نزل (بَرَاءَةٌ) بعث أبا بكر على حج الناس، يقيم للمؤمنين حجهم، وبعث معه بـ (بَرَاءَةٌ) السورة، ثم أتبعه علي بن أبي طالب، فأدركه فأخذها منه، ورجع أبو بكر إلى النبي، فقال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: بأبي أنت وأمي، نزل فِيَّ شيء؟ قال: " لا، ولكن لا يبلغ غيري أو رجل مني، أما ترضى يا أبا بكر أنت صاحبي في الغار، وأنت أخي في الإسلام، وأنت ترد على الحوض يوم القيامة؟! " قال: بلى يا رسول اللَّه.
فمضى أبو بكر على الناس، ومضى علي بن أبي طالب بالبراءة، فقام على بالموسم، فقرأ على الناس: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ): من العهد، غير أربعة أشهر؛ فإنهم يسيحون فيها.
ثم قوله: (يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ).
قال عامة أهل التأويل: هو يوم النحر؛ لأن فيه ذكر طواف البيت وحج البيت.