وأيضا قول موسى: (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ. . . .) الآية ولو كان لا يجوز الرؤية لكان منه جهل بربه، ومن يجهله لا يحتمل أن يكون موضعًا لرسالته، أمينًا على وحيه.

وبعد فإنه لم ينهه ولا آيسه، وبدون ذلك قد نهى نوحًا وعاتب آدم وغيره من الرسل، وذلك لو كان لا يجوز لبلغ الكفر ثم قال: (فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي).

فَإِنْ قِيلَ: لعله سأل آية ليعلم بها؟

قيل: لا يحتمل ذا؛ لوجوه:

أحدها: أنه قال: (لَنْ تَرَانِي)، وقد أراه الآية.

وأيضا أن طلب الآيات يخرج مخرج التعنت؛ إذ قد أراه الآيات على ما ذكرنا، وذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015