(118)

(119)

(120)

وقوله: (مَا يَأْفِكوُنَ) قيل: ما يكذبون.

قال الحسن: (تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) حبالهم وعصيهم.

وقيل: (تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) ما جاءوا به من الكذب.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَوَقَعَ الْحَقُّ ... (118)

قيل: أي: ظهر الحق، (وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

هذا يحتمل وجهين:

أحدهما: (وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، أي: بطل ما عملوا من السحر.

والثاني: (وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) أي: ترك السحرة العمل بالسحر إذ ظهر الحق لهم، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَغُلِبُوا هُنَالِكَ ... (119)

أي: عند ذلك غلب السحرة؛ لأنهم قالوا لفرعون في الابتداء: (إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)، فذكر هاهنا أنهم غلبوا عند ظهور الحق، لا أنهم صاروا غالبين، وقوله: (فَغُلِبُوا هُنَالِكَ) وليس غلبة القهر والقسر، ولكن غلبة بالحجج والبراهين، أي: غلبوا بالحجج والآيات.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ).

قال بعض أهل التأويل: رجع السحرة لما غلبوا صاغرين مذللين.

لكن نقول: رجع فرعون وقومه إلى منازلهم مذللين لا السحرة؛ لأن السحرة قد آمنوا فلا يحتمل أن يوصفوا بالرجوع صاغرين مذللين، وقد رجعوا مع الإيمان.

وقوله: (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) اختلف فيه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015