قَالَ بَعْضُهُمْ هو إخبار عن سرعة إتيان العذاب؛ لأن كل آتٍ قريب كأنه قد جاء، كقوله: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ)، (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ)، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ)، ونحوه: أنه إذا كان آتيًا لا محالة جعل كأنه قد جاء.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: ذلك إنباء عن شدة عذابه لمن عصاه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ).

قيل: يبتلي الموسر في حال الغناء، والصحيح في حال صحته، ويبتلي الفقير في حال فقره، والمريض في حال مرضه، والابتلاء من اللَّه - تعالى - على وجهين: إما أمرًا بالشكر على ما أنعم.

أو صبرًا على ما ابتلاه بالشدائد، والابتلاء منه هو ما بين السبيلين جميعًا سبيل الحق وسبيل الباطل، وبين أن كل سبيل إلى ماذا أفضاه لو سلكه: لو سلك سبيل الحق أفضاه إلى النعم الباقية والسرور الدائم، وإن سلك سبيل الباطل أفضاه إلى عذاب شديد وحزن دائم.

ثم خيره بين هذين؛ فهو معنى الابتلاء.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).

للمؤمنين، وقد ذكرناه والحمد لله رب العالمين.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015