إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ).
وقيل: سميت الساعة لما تقوم ساعة فساعة.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (بَغتَة) أي: فجأة.
وقوله - عَزَّ وَجَلََّ: (يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا).
قيل: التفريط: هو التضييع، فيحتمل قوله: (مَا فَرَّطْنَا فِيهَا)، أي: ما ضيعنا في الدنيا من المحاسن والطاعات.
ويحتمل: ما ضيعنا في الآخرة من الثواب والجزاء المجزيل بكفرهم في الدنيا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ).
هو - واللَّه أعلم - على التمثيل، ليس على التحقيق، وهو يحتمل وجهين:
يحتمل: أنه أخبر أنهم يحملون أوزارهم على ظهورهم بما لزموا أوزارهم وآثامهم، لم يفارقوها قط، وصفهم بالحمل على الظهر، وهو كقوله - تعالى -: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)، لما لزم ذلك صاروإنه في عنقه.
والثاني: إنما ذكر الظهر؛ لما بالظهر يحمل ما يحمل، فكان كقوله: (فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)، و (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ)، لأن الكفر لا يكتسب بالأيدي ولا يقدم بها، لكن اكتساب الشيء وتقديمه لما كان باليد ذكر اكتساب اليد وتقديمها.
وكقوله: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ)، أنهم لما تركوا العمل به والانتفاع، صار كالمنبوذ وراء الظهر؛ لأن الذي ينبذ وراء الظهر هو الذي لا يعبأ به ولا يكترث إليه.
ويحتمل وجهًا آخر: ما ذُكر في بعض القصة أنه يأتيه عمله الخبيث على صورة قبيحة، فيقول له: كنت أحملك في الدنيا باللذات والشهوات، وأنت اليوم تحملني،