156 - قال: وحدثني رجل عن المحرر بن حريث قال: كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضوراء والأخرى قلاثة، قال: فبطروا وأترفوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم، قال: فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه؛ فألقى الله في نفس بخت نصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه، فرجعوا إليه منهزمين؛ فجهز إليهم جيشا آخر أكثف -[70]- من الأول فهزموهم؛ فلما رأي ذلك بخت بن نصر غزاهم هو نفسه فقاتلوهم فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون؛ فسمعوا مناديا يقول: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم}، فرجعوا، فسمعوا صوتا يقول: يا آل ثأرات النبي، فقتلوا بالسيوف؛ فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015