ثم أشار تعالى إلى وظيفة الرسل وتحقيق ما في عهدتهم لبيان أن ما يقترحه الكفار عليه صلى الله عليه وسلم ليس مما يتعلق بالرسالة أصلاً، فقال عز وجل: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام:48].
قوله تعالى: (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين) أي: بالثواب لأهل الإيمان والأعمال الصالحة (ومنذرين) بالعقاب لأهل الكفر والمعاصي (فمن آمن وأصلح) يعني: أصلح الأعمال والأخلاق، فهم أهل البشارة (فلا خوف عليهم) يعني: من العذاب الذي أُنذروا به دنيوياً وأخروياً (ولا هم يحزنون) يعني: من فوات ما بشروا به من الثواب العاجل والآجل.