قال تبارك وتعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء:91].
(ستجدون آخرين) أي: أقواماً آخرين.
(يريدون أن يأمنوكم) على أنفسهم بأن يظهروا لكم الإسلام.
(ويأمنوا قومهم) يعني: بإظهار الكفر.
فهؤلاء يريدون أن يأمنوكم بإظهار الإسلام لكم، ويأمنوا قومهم بإظهار الكفر لهم.
(كلما ردوا إلى الفتنة) كلما دعوا إلى الارتداد وإلى الشرك.
(أركسوا فيها) أي: رجعوا إلى الشرك منكوسين على رءوسهم.
(فإن لم يعتزلوكم) إن لم يتنح عنكم هؤلاء جانباً، بأن يكونوا لا معكم ولا عليكم.
(ويلقوا إليكم السلم) يعني: ولم ينقادوا لكم.
(ويكفوا أيديهم) يعني: عن قتالكم.
(فخذوهم) أي: خذوهم أسرى.
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم) أي: حيث وجدتموهم في داركم أو في دارهم.
(وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً) يعني: حجة واضحة في الإيقاع بهم قتلاً وسبياً؛ بسبب عداوتهم وغدرهم وإضرارهم بأهل الإسلام، أو تسلطاً ظاهراً في أخذهم وقتلهم لغدرهم.