قال تعالى: {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} [المعارج:2].
قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج:1]، (واقع) صفة للعذاب، وقوله تعالى: (للكافرين) صفة ثانية للعذاب، يعني: هذا العذاب الذي هو واقع هو للكافرين.
أو أن (للكافرين)، متعلق بـ (واقع) أي: فسوف يقع للكافرين، واللام للتعليل، أي: لاستحقاقهم هذا العذاب بسبب كفرهم.
أو أن هذه اللام بمعنى (على)، أي: فهذا العذاب واقع على الكافرين.
((لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ)) أي: لا يرده رادُّ من جهته لتعلق إرادته به من الله، وهذا كقوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج:47].
وقوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} قال الرازي: المعارج جمع معرج وهو المقعد، ومنه قوله تعالى: (وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف:33]، وقد ذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى: ((ذِي الْمَعَارِجِ)) أقوالاً ووجوهاً: أحدها: قال ابن عباس -في رواية-: {من الله ذِي الْمَعَارِجِ} أي: ذي السماوات.
وسماها معارج لأن الملائكة يعرجون فيها.
القول الثاني: قال قتادة: معنى قوله تعالى: ((ذِي الْمَعَارِجِ)) أي: ذي الفواضل والنعم، وذلك لأن أياديه وجوده وإنعامه مراتب.
يعني أن هذه النعم والفواضل التي يمن الله بها على الخلق هي مراتب ومنازل، وتصل إلى الناس على مراتب مختلفة.
أما القول الثالث في تفسير ((ذِي الْمَعَارِجِ)): فهو أن المعارج هي الدرجات التي يعطيها الله أولياءه في الجنة.