وأنا أتلو عليكم هذه الصفات من صفات الكفار تلح علي نفسي أن أقف وقفة مع ملاحدة الروس لعنهم الله وأذلهم، فالإنسان قد يحدث نفسه حينما يعايش محنة المسلمين، وقد يسأل نفسه سؤالاً ويود أن يعرف جوابه مباشرةً: فهؤلاء الملاحدة الروس يعيثون الآن فساداً بهذا العدوان الظالم على إخواننا المسلمين في الشيشان، ويسمون المجاهدين عصابات وهم أصحاب البلد، وقد ارتبطوا بدولة لها رئيس اسمه أصلان مسخادوف، فكيف يكونون عصابات؟ نعم.
فهم بحمد لله قد أدبوا ثاني أكبر قوة في العالم، ومرغوا كرامتها في الوحل، وفي كل مدة يصرح بعض القادة بأن الانتصار بعد شهر، أو بعد شهرين، ومنذ أربعة أشهر أو أكثر وهم يجزمون بالنصر، والسؤال الذي يلح علي هو أنهم في هذه الشدة الفريدة خسروا نائب القائد الأعلى لهم في الشيشان، فقد قتل ولله الحمد، وأحد الإخوة الشيشان كان في حديث صحفي مع مراسل في مصر، فقال: نحن لا نجزع حتى لو أخذ الروس الشيشان، فنحن حددنا خيارات فإما النصر وإما الشهادة، وهي نصر، فكل مسلم يدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقه الشهادة في سبيل الله؛ لأنه على يقين أن هذه هي بداية السعادة الأبدية، وأضمن شيء لغفران الذنوب ونيل الدرجات العليا في الجنة، فالمسلم يتمنى أن يقتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا, وهذا الجندي الروسي أو القائد الروسي في سبيل ماذا يقاتل؟ وعند الشدة إلى من يلجأ؟ الروس بدءوا يتهمون جورجيا بأنها تؤوي هؤلاء الشيشان المقاتلين، وجورجيا وضحت وقالت: الحقيقة أن الجنود والضباط الروس يبيعون أسلحتهم للمجاهدين الشيشان! ويحملونها في السيارات، وينقلونها إلى داخل الشيشان، وهم يعلمون أن المجاهدين يقاتلون بها جيشهم، لأنهم لا إيمان عندهم! تخيل إنسان لا يؤمن بالغيب كيف يكون؟ وكالات الأنباء التي هي منحازة ضد الإسلام، ولا أقول: محايدة، بل هي لا تملك نفسها، ومع هذا تثني على صمود الإخوة الشيشان أمام الروس، والروس أنفسهم يقولون: نحن لا نقاتل بشراً، بل نقاتل جناً أو شياطين، ويقولون: إن نسبة الخطأ في إصابة الهدف عند المقاتلين الشيشان واحد بالمائة، ولو تسمعونهم في الأخبار يضجون ويصرخون لكون القناصة المسلمين لا يسمحون لأي روسي يمشي من غير أن يوقعوه في الأرض، ولذلك فإنهم بفعلتهم قد دخلوا في الفخ؛ لأن الإخوة الشيشان قالوا: ليس الروس هم الذين دخلوا قروزني، بل نحن سمحنا لبعض قواتهم أن تدخل العاصمة لنجعلها مقبرةً لهم، ووكالات الأنباء نفسها تقول: إن الحرب السابقة في الشيشان منذ عدة سنوات حولت قروزني إلى مقبرة للجنود الروس.
فالشاهد هو الفارق بين أخلاق الإيمان وأخلاق الكفر، وبين ثبات المؤمنين وتزعزع الكافرين، وهم يسمونهم عصابات تحقيراً لهم، وازدراء لهم، وروسيا تدعي أن الشيشان جزء من الجمهورية الروسية، فهل توجد دولة في العالم تفعل في مواطنيها ما تفعله روسيا الآن في الإخوة الشيشان وفي المدنيين؟ ينبغي ألا نكف عن الدعاء لهم، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نقدمه لإخواننا، فاجتهدوا في الدعاء لإخواننا أن ينصرهم الله سبحانه وتعالى، ويجعلهم مسماراً آخر في نعش إمبراطورية الشرق من الروس الملحدين.
تأمل في صفات الملاحدة وانظر إلى صفات المؤمن، قال خالد بن الوليد للكفار: أتيتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة! بل أشد، فالمسلم عندما يقاتل يضحي بكل شيء؛ لأنه يضمن الجنة بإذن الله، كما قال النبي عليه السلام (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج بسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه).
والإنسان لابد أنه ميت، فلتكن هذه الموتة الشريفة التي ينتقل بعدها مباشرة إلى الجنة.
المسلم على يقين بأن الشهيد لا يجد من ألم الإصابة إلا كما يجد الإنسان ألم القرصة.
فهذا هو أثر العقيدة، أعني أن هؤلاء الذين يسمونهم عصابات تحقيراً لهم قد أذلوا كبرياءهم، ومرغوا كرامة دولة الكفر والإلحاد في الوحل، والأخبار تأتي بين وقت وآخر بنصر الله سبحانه وتعالى، قال بعض المجاهدين الشيشان: تأتي أحياناً طلقات من جهة من جهاتنا إلى الروس، وليس أحد منا يضرب بالنار! وكأنها ملائكة تقاتل معهم، والله تعالى أعلم، فهذه ثمرات الإيمان بالله واليوم الآخر.
وفي الجهة الأخرى هذه ثمرات الإلحاد، فهم أنفسهم يبيعون الأسلحة للشيشان! فماذا قال الروس في تبرير بعض انتصارات الإخوة الشيشان؟ قالوا: الحقيقة أن بعض القوات الروسية أخذت رشوة من القوات الشيشانية، وهذا مثل أصحاب كرة القدم إذا انهزم فريق، حيث يقولون: إن الحكم أخذ رشوة من الفريق المنتصر.
فلعل الله سبحانه وتعالى أن يبشرنا قريباً بنصر إخواننا، واندحار هؤلاء الملاحدة، وأن تكون الشيشان مقبرة لكل المجرمين ما بين قتيل وأسير، وأن يرفع الله سبحانه وتعالى كلمته، ويعز أهل الإسلام وأهل التوحيد.