روى الحافظ أبو بكر البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! أسلمنا، وقاتلتك العرب ولم نقاتلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فقههم قليل، وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم، ونزلت هذه الآية).
وقال ابن جرير: هذه الآية نزلت في الأعراب، ولا يبعد أن يكون المحدث عنهم في آخر السورة من جفاة الأعراب غير المعنيين بها أولاً، الذين كانوا ينادون الرسول صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، وإنما ضموا إليهم لاشتراكهم معهم في غلظة القول وخشونته، ويحتمل أن يكون النبأ لقبيلة واحدة.
في قوله تعالى: ((بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ))، ملاحظة المنة لله عز وجل، والفضل في الهداية، والقيام بواجب شكرها والاعتراف بها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين: (يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي، كلما قال شيئاً، قالوا: الله ورسوله أمن) اعترافاً بالمنة والفضل لله عز وجل.