قال ابن كثير: قال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يكره في حياته؛ لأنه محترم حياً وفي قبره صلى الله عليه وسلم، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتفعت أصواتهما، فحصبهما -رماهما بالحصباء- ثم ناداهما فقال: من أين أنتما؟ فقالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً).
وقال سليمان بن حرب: ضحك إنسان عند حماد بن زيد وهو يحدث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فغضب حماد وقال: إني أرى رفع الصوت عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت كرفع الصوت عنده وهو حي.
وقام وامتنع من الحديث ذلك اليوم.
فكيف لو رأى ما يحصل الآن من بعض الجهلة الأجلاف! تناقشه ثم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيظل يرفع صوته ويجادل، وكان الأدب يقتضي أنك متى سمعته يقول: قال رسول الله لا بد أن تتأدب وتسكت إلى أن يتم كلامه، هذا من الأدب عند تلاوة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.