نشرع في تفسير سورة الحجرات: لما نوه الله سبحانه وتعالى في سورة القتال بذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصرح في ابتدائها باسمه الشريف، وسمى السورة به، وملأ سورة الفتح بتعظيمه صلى الله عليه وسلم، وختمها باسمه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح:29]، عليه الصلاة والسلام، ومدح أتباعه لأجله، افتتح هذه السورة باشتراط الأدب معه في القول والفعل؛ للعد من حزبه، والفوز بقربه، ومدار ذلك على معاني الأخلاق.
وهذه السورة تسمى سورة الآداب، وتسمى سورة الحجرات.
يقول المهايمي: سميت بها لدلالة آيتها على سلب إنسانية من لا يعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية التعظيم، ولا يحترمه غاية الاحترام، وهو من أعظم مقاصد القرآن.
فمن لم يعظم الرسول عليه الصلاة والسلام أقصى التعظيم، ويحترمه غاية الاحترام، فإنه لا يستحق أن يعد من بني البشر أو أن ينسب إلى الإنسان العاقل كما سيأتي ذلك إن شاء الله تبارك وتعالى.