تفسير قوله تعالى: (قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون وأنابه زعيم)

{قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} [يوسف:71 - 72] الصواع هو السقاية، وهو إناء من فضة.

لو كان الإناء من فضة فيكون مباحاً في شرعه عليه السلام، فيكون شرع من قبلنا مخالفاً لشرعنا، فليس لأحد أن يحتج به على جواز الشرب في آنية الفضة، بل على المسلم أن يخاف الله ويتقيه وأن يتخلص من أواني الفضة كالشوك والملاعق وغيرها من الأواني التي تستخدم في أثاث البيت، لأنها حرام، ولا فرق بين الرجال والنساء في استعمال الفضة والذهب كأوانٍ، فهو محرم على الرجال والنساء جميعاً ما عدا الحلية منهما للنساء فجائز.

أما سجودهم لأخيهم فهو سجود انحناء وتحية، وهذا كان في شرعهم جائزاً.

قال في الإكليل: في الآية دليل على جواز الحيلة في التوصل إلى المباح، وما فيه الغبطة والصلاح واستخراج الحقوق.

قال ابن العربي: وفي إطلاقه السرقة عليهم وليسوا بسارقين جواز دفع الضرر بضرر أقل منه.

((ولمن جاء به حمل بعير)) هذا أصل في الجعالة.

((وأنا به زعيم)) هذا أصل في الضمان والكفالة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015