تَعْبَثُونَ أي ببنائها لا للحاجة إليها. بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة. ولهذا أنكر عليهم ذلك. لأنه تضييع للزمان وإتعاب للأبدان في غير فائدة. واشتغال بما هم في غنى عنه. وبما في الشغف به انصراف عن الجد في العمل، وصرف للأموال في غير ما خلقت له، من النظر للنفس والأهل والدين.
وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)
وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ أي منازل وقصورا لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ أي راجين الخلود في الدنيا إشارة إلى أن عملهم ذلك، لقصر نظرهم على الدنيا والإعجاب بالآثار، والتباهي بالمشيدات والغفلة عن أعمال المجدّين البصيرين بالعواقب، الصالحين المصلحين.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الشعراء (26) : آية 130]
وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)
وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ أي تأخذون بالعنف والشدة، كبرا وعتوّا. يقال (بطش به) أي أخذه بالعنف والسطوة، وتناوله بشدة عند الصولة، يصفهم عليه السلام بالقسوة وعدم الرحمة والشفقة.
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)
فَاتَّقُوا اللَّهَ أي فيما آمركم به من التوبة والإيمان وَأَطِيعُونِ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ أي فاشكروا نعماءه وارعوا بتقواه آلاءه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الشعراء (26) : آية 135]
إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)
إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ أي إن لم تقوموا بواجب شكرها عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ أي في الدنيا والآخرة.