من فوائد الآية الكريمة:
الفائِدةُ الأُوْلَى: وجوبُ النَّظَر والاعتِبار في ما حصَل من الآيات في السَّماء والأرض؛ لقَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}؛ لأنَّ هذا الاستِفهامَ للتَّوْبيخ ولا يُوبَّخوا إلاَّ على تَرْك واجِب.
الفائِدةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ في السَّمواتِ والأرض آياتٍ، لكنَّها للعَبْد المُنيب إلى الله تعالى، وأمَّا مَن لا يُريد الإنابة إلى ربِّه فإنه لا يَنتَفِع بهذه الآياتِ، حتى ولو رآها ونظَرَ فيها وفكَّر فإنه لا يَنتَفِع.
الفائِدةُ الثَّالِثَةُ: إثبات المَشيئة لله؛ لقوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ}.
الفائِدةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ ما يَحصُل من الخَسْف والزَّلازِل والنَّوازِل فإنه بإِذْن الله، عُقوبةً للعِباد واعتِبارًا، خِلافًا لمَن قال: إن هذه أُمورٌ طَبيعيَّة لا تَدُلُّ على غضَب الله ولا على إِنْذاره، كما هو رأيُ مَن لا يُؤمِن بالله تعالى، فالخَسْف في الأرض عُقوبةٌ، وما يَأتي من الصواعِقِ والكوارِث الأُفْقيَّة؛ فهي أيضًا عُقوبة؛ ولهذا قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ}.
الفائِدةُ الخَامِسَةُ: أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى محُيطٌ بالعِباد، لا يُمكِنهم الفِرار من قَضائه وقَدَره، وأنَّه تعالى محُيطٌ بكُلِّ شيءٍ، لا مَفَرَّ للعِباد منه؛ لقوله تعالى: {نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ}.
الفائِدةُ السَّادِسةُ: أنَّ الله يَمُنُّ على العَبْد بظُهور الآيات له؛ حتى يَتبيَّن له الحَقُّ؛ لقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}، وإذا مَنَّ الله عَزَّ وَجلَّ على العَبْد بالنَّظَر في آياته والتَّدبُّر ازداد بذلك إيمانًا بالله، وإيمانًا بما تَقتَضيه هذه الآياتُ من صِفاته؛