الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيري ترَكْته وَشِرْكَهُ" (?)، وفي الثاني قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" (?) أو: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" (?).
فلا يُمكِن أن يَكون العمَل صالحًا إلَّا بهَذين الشَّرْطين: الإِخْلاص، والمُتابَعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ولو أن رجُلًا أَحدَث بِدْعة من البِدَع يَتديَّن بها إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى ويَجِد مِن قَلْبه الِاطْمِئْنان إليها والخُشوع والبُكاء لكنها محُدَثة في دِين الله تعالى هل تَكون عمَلًا صالحًا؟
الجوابُ: لا تَكون، حتى وإن زُّين للإنسان هذا العمَلُ واطْمَأَنَّ إليه؛ فإنَّه ليس من العمَل الصالِح، فلا يَكون مَقبولًا ولا نافِعًا، بل يَأثَم به الإنسان؛ لأنه من التَّقرُّب إلى الله تعالى بما يَكرَهه والتَّقرُّب إلى الله تعالى بما يَكرَهه نوعٌ من الاستِهْزاء بالله.
أرأَيْتَ لو أنكَ آتيْتَ لمَلِك من المُلوك، وأَهدَيْتَ إليه قارورةً فِيها مَا يُسْتقذَر، فهل تَكون مُكرِمًا له؟
الجوابُ: لا يكون مُكرِمًا له؛ لأنه يَكرَه هذا الشيءَ، وأَهْدِ إليه طِيبًا فلا بأسَ،