الحال، فإن شِئْت فقُلْ: حال بينهم وما بين ما يَشتَهون كُفْرهم في الدنيا. وإن شِئْت فقُلْ: حال بينهم وبين ما يَشتَهون تَقديمُ شَهواتهم في الدُّنيا منَعَهم شَهواتهم في الآخِرة.
وهذا نَظيرُ قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأحقاف: 20] بدَلًا عمَّا أَذْهبْتُموه من الطَّيِّبات في الدنيا.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: استِعمال القِياس، يُؤخَذ من قوله تعالى: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: الإشارة إلى الاعتِبار بمَن مضَى وسبَق، سواءٌ كانوا من أهل الجيْر أو من أهل الشرِّ، لقوله تعالى: {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ}.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ الله - سبحانه وتعالى - يَقرِن أحيانًا الحُكْم بعِلَّته، لقوله - عز وجل -: {إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ}.
وقَرْن الحُكْم بعِلَّة له فَوائِدُ منها:
1 - بَيان الحِكْمة، وأنَّ الله - عز وجل - لا يَحكُم بشيء -سواءٌ كان كَوْنيًّا أو قدَريًّا- إلَّا لحِكْمة القِياس.
ب- ومنها: إذا ذُكِرت العِلَّة وأُلحِق بهذا الشيءِ ما يَجتَمِع معه في العِلَّة.
ج- ومنها: بيانُ سُمُوِّ الشريعة لاطْمِئْنان النفس إلى الحُكْم والرِّضا به.
وإن كان الواجِبُ على المُسلِم أن يَرضَى بحُكْم الله تعالى مُطلَقًا، لكن لا شَكَّ أنَّ مُشاهدة الإنسان لحِكْمة الحُكْم أَبلَغُ في الطُّمَأنينة من عدَم ذلك؛ ولهذا قال الله