وكيف نَبقَى أحقابًا ونحن في النار، والإنسان إذا دخل في النار احتَرَق وانتَهَى؟ ! فيُكذِّبون بالعَذاب، وأحيانًا يُكذبون بالنار نفسها.
وقوله تعالى: {الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} الجارُّ والمَجرور مُتعلِّق بـ {تُكَذِّبُونَ}، ولكنه قُدِّم للفَواصِل من جِهة، وللحَصْر من جهة أخرى، ولكنَّنا إذا قُلْنا: إنه للحَصْر. يَرِد علينا إِشْكال وهو أنهم كذَّبوا بالنار وبغيرها، فيُقال: لمَّا كان العذاب بالنار ذُكِّروا بتكذيبهم بها خاصَّة؛ لأنهم عُذِّبوا بها فكأنه قِيل لهم: عُذِّبتم بشيء أنتُمْ كُنْتم تُكذِّبون به، وإلا فلَهُم تَكذيبٌ آخَرُ.
* * *