والآياتُ عِند الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} [العنكبوت: 50]، وكذلك العذابُ الذي وُعِدت به الرُّسُل ليس هو بأيديهم حتَّى يَقولوا: أرُونا العذابَ قال هذا العذابُ! والعَذاب عند الله تعالى! ! .
ولهذا كان جوابُ الرُّسُل بأمر الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ: 30]، فالأَمْر ليس كلَّما طلَبْتم أَعطَيْناكم، ولكن هناك شيء فوقَنا جميعاً، وهو الله -عَزَّ وَجَلَّ-، هو الذي يُقدّر بهذه الأشياءَ، فكما أن المُشرِكين إذا طلَبوا آياتٍ يُقال لهم: {إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ}، فإذا طلَبوا نُزول العَذاب نقول: {لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ}، وليس الأَمرُ إلينا.
وهم لا يَقولون ذلك إلَّا تمويها على النَّاس وتَغريرًا بالعامَّة، فيقولون: انظُرْ هؤلاءِ يَتَوعَّدوننا إذا كفَرْنا بهم بالعَذاب! فأين العذابُ! .
المُهِمُّ: أننا نَأخُذ من ذلك: بيان أساليب دُعاة الضلال حيثُ يُنوِّعونها بكلِّ ما يَستطيعون من الشدَّة وإضلال الخَلْق.
* * *