فُلانًا هو الذي أَنقَذَكَ، فهذا جائِز إذا لم تَعتَقِد أن هذا السبَبَ هو الفاعِلُ الوحيدُ، والمَمنوع أن تُضيف الشيء إلى سبَبِه مع الله تعالى مَقرونًا بالواو، أو تُضيف الشيء إلى سبَبٍ غير مَعلوم سبَبِيَّته لا من الشَّرْع ولا من الحِسِّ؛ لأن هذا يَكون من باب الأَوْهام والتَّخيُّلات.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: التحذير من دابَّة الأَرْض ما دامَ أنها تَأكُل الأَخْشاب وتَأكُل هذه الأشياءَ فاحْذَروا منها، وكم من إنسان أَفسَدَتْ عليه دابَّةُ الأرض مَكتبَتَه القَيِّمة التي تُساوِي شيئًا كثيرًا؛ ولهذا انتَبِهوا لا تَأكُل الأرضة عليكم كُتُبكم.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إضافة الفِعْل أو إضافة الشيءِ إلى مَن لم يَقُم به باختِياره؛ لقوله تعالى: {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} فالخُرور قد يُضاف إلى الفاعِل بالاختيار، وقد يُضاف إلى الفاعِل بغير الاختِيار، فتَقول: (خَرَّ الماءُ)، وتَقول: (خَرَّ مَيْتًا)، وقال الله: {خَرُّوا سُجَّدًا}، {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ}، يَخِرُّون للأَذْقان يَبكون، هذا بالاختيار.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَهُ: أن الجِنَّ لا يَعلَمون الغَيْب، والدَّلالةُ على ذلك واضِحة: قولُه تعالى: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أن الأُمورَ الحِسِّيَّة الواقِعة أدِلَّة بُرهانِية، وهذه الفائِدة مَعناها الاستِدْلالُ بالأمور الحِسَّيَّة؛ لأنَّ الله تعالى استَدَلَّ على كونهم لا يَعلَمون الغَيْب بأنهم بَقُوا مُعذَّبين بما يَعمَلونه من الأعمال الشاقَّة، فلك أن تَستَدِلَّ على الأمور المَعقولة بالأمور المَحسوسة.
الْفَائِدَةُ العَاشِرَةُ: أن الجِنَّ ذوو عُقول؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} فقَدْ أَعطاهم الله تعالى عُقولًا يَهتَدون بها إلى مَصالِحِ دِينهم ودُنياهم.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: تَسمية الأعمال الشاقَّة عذابًا؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {مَا