فالجوابُ: قد ذكَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ في كِتاب النُّبوات (?) أو في كِتاب إيضاح الدَّلالة على عموم الرَّسالة ذكَرَ أَشْياءَ واضِحةً عن السلَف بأنهم رُبَّما يَنْتَفِعون بالجِنَّ في الإِخْبار عن الأشياءِ البَعيدة، والأَمْر الواقِع شاهِدٌ بذلك، فإننا نَسمَع قضايا عن بعض الناس أن الجِنَّ تُعينهم على ما يُريد معَ صلاحِهم وعدَم شِرْكهم وعدَم مَعصيتهم.
فَإنْ قِيلَ: هل يُمكِن أن يَعتَدِيَ الجِنَّيُّ على الإِنْسيُّ؟
فالجوابُ: نعَمْ يُمكِن.
وهل يُمكِن أن يَعتَدِيَ الإِنْسيُّ على الجِنَّيُّ؟
فالجوابُ: نعَمْ يُمكِن.
أمَّا الأوَّلُ فظاهِر كثيرًا أن الجِنَّ يَعتَدون على الإنس، أحيانًا يُروِّعونهم في الطُّرُقات، بل ورُبَّما في البُيوت، وأحيانًا يُفسِدون عليهم شُؤُونهم، وأحيانًا يَرمُونهم بالحِجارة، وأحيانًا يُؤذُونهم بالأصوات، وهذا شيء لا يَحتاج إلى طلَب الدَّليل؛ لأنه أَمْرٌ واقِع مُشاهَد.
وكذلك الإنس رُبَّما يَعتَدون على الجِنِّ؛ فلو أنَّ أحَدًا استَجْمَر بعَظْمٍ أو برَوث لكان مُعتَديًا على الجِنّ؛ لأنَّ العَظْم طعامُ الجِنَّ، والروث طعام دَوابِّهم، فيَكون في هذا عُدوان من الإِنْس على الجِنِّ.
فَإنْ قِيلَ: هل يُمكِن أن يَدخُل الجِنِّيُّ في بدَن الإِنْسِيَّ؟
فالجوابُ: نعَمْ، ولا يَحتاج إلى طلَب الدَّليل؛ لأن هذا أَمْر واقِع محَسوس