العلم: يفر منهم لئلا يطالبوه بما فرط به في حقهم من أدب وغيره، لأن كل واحد في ذلك اليوم لا يحب أبداً أن يكون له أحد يطالبه بشيء {لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه} كل إنسان مشتغل بنفسه لا ينظر إلى غيره، ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إنكم تحشرون يوم القيامة حفاة، عراة، غرلاً» قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: «الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض» ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «الأمر أعظم من أن ينظر بعضهم إلى بعض» (?) ، ثم قسّم الله الناس في ذلك اليوم إلى قسمين فقال: {وجوه يومئذ} يعني يوم القيامة (مسفرة) من الإسفار وهو الوضوح لأنها وجوه المؤمنين تُسفر عما في قلوبهم من السرور والانشراح {ضاحكة} يعني متبسمة، وهذا من كمال سرورهم {مستبشرة} أي قد بشرت بالخير لأن الملائكة تتلقاهم بالبشرى يقولون {سلام عليكم} {ووجوه يومئذ} يعني يوم القيامة {عليها غبرة} أي شيء كالغبار؛ لأنها ذميمة قبيحة {ترهقها قترة} أي ظلمة {أولئك هم الكفرة الفجرة} الذين جمعوا بين الكفر والفجور، نسأل الله العافية، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة إنه جواد كريم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015