والثالثة: {الضالون} وهم النصارى الذين جهلوا الحق، أرادوه لكن عموا عنه، ما اهتدوا إليه، قال ابن عيينة: وكل من فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى؛ لأن العبّاد يريدون الخير يريدون العبادة لكن لا علم عندهم، فهم ضالون.
{ادخلي في عبادي} أي الطبقة الأولى المنعم عليهم. {وادخلي جنتي} أي جنته التي أعدها الله عز وجل لأوليائه، أضافها الله إلى نفسه تشريفاً لها وتعظيماً، وإعلاماً للخلق بعنايته بها جل وعلا، والله سبحانه وتعالى قد خلقها خلقاً غير خلق الدنيا، خلق لنا في الدنيا فاكهةً، ونخلاً، ورماناً، وفي الجنة فاكهة، ونخل، ورمان ولكن ما في الجنة ليس كالذي في الدنيا أبداً، لأن الله يقول: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} [السجدة: 17] . ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم، إذاً هو مثله في الاسم، لكن ليس مثله في الحقيقة ولا في الكيفية ولهذا قال: {ادخلي جنتي} فأضافها الله إلى نفسه للدلالة على شرفها وعناية الله بها، وهذا يوجب للإنسان أن يرغب فيها غاية الرغبة، كما أنه يرغب في بيوت الله التي هي المساجد، لأن الله أضافها إلى نفسه، فكذلك يرغب في هذه الدار التي أضافها الله إلى نفسه، والأمر يسير، قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلّم: دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، فقال: لقد سألت عن عظيم، وهو عظيم، {فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز} [آل عمران: 185] . وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وذكر الحديث (?) ،
فالدين والحمد لله يسير وسهل، لكن