(بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) أي من قِبَلِ الله عز وجل، والبأس هو العذاب، كما قال تعالى: (فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً) (الأعراف: الآية4) ، يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف.
(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ) التبشير: الإخبار بما يسر، وهنا نجد أنه حُذِف المَفعول في قوله: (لِيُنْذِر) وذكر المفعول في قوله: (وَيُبَشِّر) ، فكيف نقدر المفعول بـ"ينذر"؟
الجواب: نُقدِّرُه في مقابل من يُبَشَّر وهم المؤمنون فيكون تقديره "الكافرين"، وهذه فائدة من فوائد علم التفسير: أنّ الشيء يعرَف بذكر قبيله المقابل له، ومنه قوله تعالى: (فأنفروا ثباتا أو أنفروا جميعاً) (النساء: 71) . (ثبات) : يعني "متفرقين" والدليل ذكر المقابل له (أو انفروا جميعاً)
وقوله تعالى: (الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح.؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلاَّ الله؟ " يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟
(الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" (?)