مصحوباً بالإثم ــــ وهو الذنب ــــ؛ وذلك لأنه باطل.

قوله تعالى: {وأنتم تعلمون} : الجملة حالية؛ وهي قيد للحكم على أعلى أنواع بشاعته؛ لأن من أكل أموال الناس بالباطل عالماً أبشع مما لو أكله جاهلاً.

الفوائد:

1 ــــ من فوائد الآية: تحريم أكل المال بالباطل؛ و «الباطل» كل شيء ليس لك به حق شرعاً.

2 ــــ ومنها: حرص الشارع على حفظ الأموال؛ لقوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} ؛ ولأن الأموال تقوم بها أمور الدين، وأمور الدنيا، كما قال تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} [النساء: 5] .

3 ــــ ومنها: تحريم الرشوة؛ لقوله تعالى: {وتدلوا بها إلى الحكام} على أحد التفسيرين، كما سبق.

4 ــــ ومنها: أن الحاكم يحكم بما ظهر له ــــ يعني يقضي بما سمع ــــ؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما أقضي بينكم على نحو ما أسمع» (?) ؛ لقوله تعالى: {وتدلوا بها إلى الحكام} ؛ وهذه فيمن يدعي ما ليس له، ويخاصم، ويقيم بينة كذباً؛ أو يجحد ما عليه، ويخاصم، ويحلف كاذباً؛ كل هذا من الإدلاء بها إلى الحكام؛ لكن إن علم الحاكم أن الحق بخلاف ما سمع فالواجب عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015