رمضان الذي أنزل فيه القرآن ... } » (?) ؛ وكذلك ظاهر الآية يدل على ضعفه؛ لأن قوله بآخرها: {وأن تصوموا خير لكم} يدل على أنهم يستطيعون الصيام، وأنه خوطب به من يستطيع فيكون ظاهر الآية مطابقاً لحديث سلمة؛ وهذا هو القول الراجح أن معنى {يطيقونه} : يستطيعونه.

قوله تعالى: {فدية} مبتدأ مؤخر خبره: {على الذين يطيقونه} ؛ و {فدية} أي فداء يفتدي به عن الصوم؛ والأصل أن الصوم لازم لك، وأنك مكلف به، فتفدي نفسك من هذا التكليف والإلزام بإطعام مسكين.

قوله تعالى: {طعام مسكين} عطف بيان لقوله تعالى: {فدية} أي عليهم لكل يوم طعام مسكين؛ وليس المعنى طعام مسكين لكل شهر؛ بل لكل يوم؛ ويدل لذلك القراءة الثانية في الآية: {طعام مساكين} بالجمع؛ فكما أن الأيام التي عليه جمع، فكذلك المساكين الذين يطعَمون لا بد أن يكونوا جمعاً.

وفي قوله تعالى: {فدية طعام مساكين} ثلاث قراءات؛ الأولى: {فديةُ طعامِ مساكينَ} بحذف التنوين في {فديةُ} ؛ وبجر الميم في {طعام} ؛ و {مساكينَ} بالجمع، وفتح النون بلا تنوين؛ الثانية: {فديةٌ طعامُ مسكينٍ} ؛ بتنوين {فديةٌ} مع الرفع؛ و {طعامُ} بالرفع؛ و {مسكينٍ} بالإفراد، وكسر النون المنونة؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015