على الله ما لا تعلمون ــــ أي تنسبوا إليه القول من غير علم ــــ؛ وعطْف {أن تقولوا على الله ما لا تعلمون} على {السوء والفحشاء} من باب عطف الخاص على العام؛ فإنه داخل إما في السوء، أو الفحشاء؛ وهو أيضاً إلى الفحشاء أقرب.

الفوائد:

1 ــــ من فوائد الآية: أن للشيطان إرادة، وأمراً؛ لقوله تعالى: {إنما يأمركم} .

2 ــــ ومنها: أن الشيطان لا يأمر بالخير؛ لقوله تعالى: {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء} ؛ وهذا حصر بـ {إنما} ؛ وهو يوازن: ما يأمركم إلا بالسوء والفحشاء.

3 ــــ ومنها: أن الإنسان إذا وقع في قلبه همّ بالسيئة أو الفاحشة فليعلم أنها من أوامر الشيطان، فليستعذ بالله منه؛ لقوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} [الأعراف: 200] .

4 ــــ ومنها: أن القول على الله بلا علم من أوامر الشيطان؛ لقوله تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} ؛ والقول على الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: أن يقول على الله ما يعلم أن الله قاله؛ هذا جائز؛ ويصل إلى حد الوجوب إذا دعت الحاجة إليه.

القسم الثاني: أن يقول على الله ما يعلم أن الله قال خلافه؛ فهذا حرام؛ وهذا أشد الأقسام لما فيه من محادة الله.

القسم الثالث: أن يقول على الله ما لا يعلم أن الله قاله؛ وهذا حرام أيضاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015