المسائل؛ لأن من السور المدنية فيها {يا أيها الناس} ، كسورة النساء، وسورة الحجرات.
قوله تعالى: {يا أيها الناس} ؛ {الناس} أصلها: الأناس؛ وحذفت الهمزة منها تخفيفاً؛ والمراد بـ {الناس} بنو آدم.
قوله تعالى: {كلوا مما في الأرض} ؛ «مِن» يحتمل أن تكون لبيان الجنس؛ ويحتمل أن تكون للتبعيض؛ لكن كونها لبيان الجنس أولى؛ ويرجحه قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً} [البقرة: 29] ؛ أي كلوا من هذا ما شئتم؛ ويشمل كل ما في الأرض من أشجار، وزروع، وبقول، وغيرها؛ ومن حيوان أيضاً؛ لأنه في الأرض.
قوله تعالى: {حلالًا} : منصوبة على الحال من «ما» ؛ أي كلوه حال كونه حلالاً - أي محللاً -؛ فهي بمعنى اسم المفعول؛ و {طيباً} حال أخرى - يعني: حال كون طيباً - مؤكد لقوله تعالى: {حلالًا} ؛ ويحتمل أن يكون المراد بـ «الحلال» ما كان حلالاً في كسبه؛ وبـ «الطيب» ما كان طيباً في ذاته؛ لقول الله سبحانه وتعالى: {وأحل الله البيع} [البقرة: 275] ، وقوله تعالى في الميتة، ولحم الخنزير: {فإنه رجس} [الأنعام: 145] ؛ وهذا أولى؛ لأن حمل الكلام على التأسيس أولى من حمله على التوكيد.
قوله تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} ؛ {لا} ناهية؛ و «اتباع الخطوات» معناه: أن يتابع الإنسان غيره في عمله، كمتبع الأثر الذي يتبع أثر البعير، وأثر الدابة، وما أشبهها؛ و {خطوات الشيطان} أي أعماله التي يعملها، ويخطو إليها؛ وهو شامل للشرك فما دونه؛ فإن الشيطان يأمر بالفحشاء، والمنكر؛ قال