أبان لنا كيف نعبده ما عرفنا كيف نعبده، فهذا من نعمة الله علينا من إرسال هذا الرسول محمداً (صلى الله عليه وسلم) الذي بين لنا كل شيء؛ ولهذا قال أبو ذر رضي الله عنه: «تركنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا عندنا منه علم» (?) ؛ حتى الطيور في السماء علمنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
2ــــ ومن فوائد الآية: أن كون الرسول مِنّا يقتضي أن تكون قريش أول من يصدق به؛ لأنهم يعرفونه، ويعرفون نسبه، ويعرفون أمانته؛ ولهذا وبخهم الله تعالى على الكفر به، ووصْفِه بالضلال، والجنون، فقال جل وعلا: {ما ضل صاحبكم وما غوى} [النجم: 2] ، وقال جل وعلا: {وما صاحبكم بمجنون} [التكوير: 22] .
3ــــ ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ جميع ما أوحي إليه على وجه الكمال؛ لقوله تعالى: {يتلو عليكم آياتنا} ؛ فإن هذا يدل على أن جميع الآيات التي أوحاها الله إليه قد تلاها؛ ولهذا القرآن ــــ والحمد لله ــــ مبين لفظه، ومعناه؛ ليس فيه شيء يشتبه على الناس إلا اشتباهاً نسبياً بحيث يشتبه على شخص دون الآخر، أو في حال دون الأخرى؛ قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه} [القيامة: 17 ــــ 19] .
4ــــ ومنها: أن من فوائد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم حصول العلم؛