قوله تعالى: {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم} ؛ قال المعربون: إن الكاف في مثل هذا التعبير اسم بمعنى "مثل"، وأنها منصوبة على المفعولية المطلقة؛ وأن "ذلك" اسم إشارة يشير إلى المصدر؛ أي مثلَ ذلك القول قال: {الذين لا يعلمون} ؛ يعني: الذين لم يقرؤوا كتاباً؛ وكلمة {مثل قولهم} تأكيد لـ {كذلك} ؛ قالوا: لأن العامل الواحد لا ينصب معمولين بمعنى واحد..

وقوله تعالى: {الذين لا يعلمون} ؛ قال بعض المفسرين: المراد بهم كفار قريش. أهل الجاهلية.؛ فإنهم قالوا: إن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس على دين، وليس على شيء؛ وقال بعض المفسرين: إنهم أمم سابقة؛ وقال بعض المفسرين: إنهم طوائف من اليهود، والنصارى؛ يعني أن الذين يتلون الكتاب من اليهود، والنصارى قالوا مثل قول الذين لا يعلمون منهم؛ فاستوى قول عالمهم، وجاهلهم؛ والأحسن أن يقال: إن الآية عامة. مثل ما اختاره ابن جرير، وغيره.؛ والقاعدة أن النص من الكتاب، والسنة إذا كان يحتمل معنيين لا منافاة بينهما، ولا يترجح أحدهما على الآخر فإنه يحمل على المعنيين جميعاً؛ لأنه أعم في المعنى؛ وهذا من سعة كلام الله عز وجل، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وشمول معناهما؛ وهذه قاعدة مهمة ينبغي أن يحتفظ بها الإنسان..

قوله تعالى: {فالله يحكم بينهم يوم القيامة} ؛ الفاء حرف عطف؛ ولفظ الجلالة مبتدأ؛ وجملة: {يحكم} في محل رفع خبر المبتدأ؛ و {يحكم} للمستقبل؛ و "الحكم" معناه القضاء، والفصل بين الشيئين؛ والله. تبارك وتعالى. يوم القيامة يقضي بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون؛ فيبين لصاحب الحق حقه، ويجزيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015