الثاني: اطمئنان العبد على حصولها؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد..

قوله تعالى: {خير} : الأَولى أن نقول: هي خيرية مطلقة. خير من كل شيء.؛ واللام في قوله: {لمثوبة} واقعة في جواب {لو} ؛ ويوقف عند قوله: {لمثوبة من عند الله خير} ؛ ولا توصل بما بعدها؛ لأنها لو وصلت به لاختل المعنى، حيث تكون مع الوصل: المثوبة خير بشرط العلم؛ والأمر ليس كذلك؛ وعلى هذا فجواب {لو كانوا يعلمون} محذوف تقديره: لآمنوا واتقوا..

الفوائد:

. 1 من فوائد الآية: سعة حلم الله، حيث يعرض عليهم الإيمان، والتقوى؛ لقوله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا} يعني فيما مضى، وفيما يستقبل؛ وهذه من سنته سبحانه وتعالى أن يعرض التوبة على المذنبين؛ انظر إلى قوله تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} البروج: 10] : يُحَرِّقون أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة؛ لقوله تعالى: {ثم لم يتوبوا..

. 2 ومنها: أن الإيمان يُنال به ثواب الله؛ لقوله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير..

. 3 ومنها: أن ثواب الله خير لمن آمن واتقى من الدنيا؛ لقوله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير} أي خير من كل شيء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا، وما فيها (?) "..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015