التفسير:
. {17} قوله تعالى: {مثلهم} أي وصْفهم، وحالهم {كمثل الذي استوقد ناراً} أي طلب من غيره أن يوقد له ناراً، أو طلب من غيره ما يوقد به النار بنفسه؛ {فلما أضاءت ما حوله} أي أنارت ما حول المستوقد، ولم تذهب بعيداً لضعفها؛ {ذهب الله بنورهم} يعني: وأبقى حرارة النار؛ و "لما" حرف شرط، و {أضاءت} فعل الشرط؛ و {ذهب الله} جواب الشرط؛ والمعنى: أنه بمجرد الإضاءة ذهب النور؛ لأن القاعدة أن جواب الشرط يلي المشروط مباشرة..
وفي هذه الآية نجد اختلافاً في الضمائر: {استوقد} : مفرد؛ {حوله} : مفرد؛ {بنورهم} : جمع؛ {تركهم} : جمع؛ {لا يبصرون} : جمع؛ قد يقول قائل: كيف يجوز في أفصح الكلام أن تكون الضمائر مختلفة والمرجع فيها واحد؟ الجواب من وجهين:.
الأول: أن اسم الموصول يفيد العموم؛ وإذا كان يفيد العموم فهو صالح للمفرد، والجمع؛ فتكون الضمائر في {استوقد} ، و {حوله} عادت إلى اسم الموصول باعتبار اللفظ؛ وأما {نورهم} ، و {تركهم} ، و {لا يبصرون} فعادت إلى الموصول باعتبار المعنى..
الوجه الثاني: أن الذي استوقد النار كان مع رفقة، فاستوقد النار له، ولرفقته؛ ولهذا قال تعالى: {أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ... } إلخ..
وعلى الوجه الثاني تكون الآية ممثلة لرؤساء المنافقين مع