حالنا إلا الإصلاح؛ يعني: أنه ليس فيهم إفساد مطلقاً..
ومن توفيق الله أنه لم يلهمهم، فيقولوا: إنما نحن المصلحون؛ فلو أنهم قالوا: "نحن المصلحون" كان مقتضاه أن لا مصلح غيرهم؛ لكنهم قالوا: {إنما نحن مصلحون} أي ما حالنا إلا إصلاح؛ ولم يدَّعوا أنهم المصلحون وحدهم ...
{12} قوله تعالى: {ألا إنهم هم المفسدون} ؛ {ألا} : أداة تفيد التنبيه، والتأكيد؛ و {إنهم} : توكيد أيضاً؛ و {هم} : ضمير فصل يفيد التوكيد أيضاً؛ فالجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: {ألا} ، و "إن"، و {هم} وهذا من أبلغ صيغ التوكيد؛ وأتى بـ "أل" الدالة على حقيقة الإفساد، وأنهم هم المفسدون حقاً؛ ووجه حصر الإفساد فيهم أن {هم} ضمير فصل يفيد الحصر. أي هم لا غيرهم المفسدون؛ وهذا كقوله تعالى: {هم العدو فاحذرهم} [المنافقون: 4] أي هم لا غيرهم؛ فلا عداء أبلغ من عداء المنافقين للمؤمنين؛ ولا فساد أعظم من فساد المنافقين في الأرض..
قوله تعالى: {ولكن لا يشعرون} أي لا يشعرون أنهم مفسدون؛ لأن الفساد أمر حسي يدرك بالشعور والإحساس؛ فلبلادتهم وعدم فهمهم للأمور، لا يشعرون بأنهم هم المفسدون دون غيرهم..
الفوائد:
. 1 من فوائد الآيتين: أن النفاق الذي هو إظهار الإسلام، وإبطان الكفر من الفساد في الأرض؛ لقوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} ؛ والنفاق من أعظم الفساد في الأرض..