* * *
* قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [الشعراء: 214 - 216].
* * *
قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وَهُمْ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو المُطَّلِبِ، وَقَدْ أَنْذَرَهُمْ جِهَارًا، رَوَاهُ الْبُخَارِيّ (?) وَمُسْلِمٌ (?)، {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ] أَلِنْ جَانِبَكَ {لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} المُوَحِّدِينَ، {فَإِنْ عَصَوْكَ} عَشِيرَتُكَ {فَقُلْ} لَهُمْ: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} مِنْ عِبَادَة غَيْرِ اللهِ].
قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وهم جماعاتٌ من بني المطَّلِب، قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [وقد أَنْذَرَهُمْ جِهارًا، رواه البخاريُّ ومسلمٌ]، وهذا في أوّل الدعوة، أُمِر أنْ يُنْذِرَ عَشيرته الأقربينَ؛ لأنَّهم أحقُّ النَّاسِ بِبِرِّهِ، ولأنَّهم بِمُقْتَضَى القَرابة، لا بِمُقتضى الواقعِ، أقربُ النَّاسِ إلى الإيمانِ به، ولأنَّهم أيضًا بمقتضى القرابةِ هم أشدُّ النَّاسِ غَيْرَةً عليه، ولأنَّهم أيضًا بصِلة القرابةِ هم أعظمُ النَّاسِ حقًّا عليه.
فلذلك الإِنْسان مسؤولٌ عن أهلِهِ أكثرَ مما هو مسؤولٌ عنِ الأجانبِ، ومسؤولٌ عنِ القُرْبَى أكثر مما هو مسؤولٌ عمَّن هو ممَّن ليس بينه وبينه قرابةٌ.