فهذا قولٌ باطلٌ، فالله يعلمُ بحالِ كلِّ أحدٍ، ومع ذلك ما زالتِ الرُّسُلُ وأَتْبَاعُهم يَدْعُون اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
الْفَائِدَةُ العَاشِرَةُ: وُجودُ الربِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لقَوْله: {رَبِّ نَجِّنِي} [الشعراء: 169]، وقَوْلِه: {فَنَجَّيْنَاهُ} [الشعراء: 170]، وهذا دليلٌ حِسِّيٌّ ظاهرٌ.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: إجابةُ اللهِ للدُّعاء، وهذه الإجابةُ تَتَضَمَّن عِدَّةَ صفاتٍ، فتتضمَّن العِلْمَ، والقُدْرَة، والرَّحمة.
الْفَائِدَةُ الثَّانيةَ عَشْرَةَ: في الآيَات دليلٌ على أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُنْقِذ أهلَ الحقِّ من إهلاكِ الكَافِرينَ، ويُهْلِك الكَافِرينَ ولو كَانوا في أحضانِ أهلِ الحقّ؛ لأنّ اللهَ أنجَى لُوطًا، وأهلكَ امرأتَه، وهي في أحضانِهِمْ، وهذا هو السرُّ في قَوْلهِ: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36)} [الذاريات: 35 - 36]، فالتعبيرُ القُرآنيُّ أنَّ المُؤمِنينَ نَجَوْا، لكن البيت المُسْلِم ما نَجَا كله، فالمرأةُ الَّتي كَانتْ تَتظاهَرُ بالدِّين وهي مسلمةٌ ظاهرًا؛ ما نَجَتْ، ولهذا قال: {غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، فهذا البيت أهلُه مُسْلِمُونَ، لكن ليسَ كلّهم مُؤمِنينَ، بل فيهم هذه المرأةُ العَجُوز كَانت كافرةً، وليسَ في الآيةِ دليلٌ - كما يقول بعضُ النَّاسِ - على أنَّ الإيمانَ هو الإسلامُ؛ لأنَّ فَرْقًا بينَ هذا وهذا.
الْفَائِدَةُ الثَّالثةَ عَشْرَةَ: أنّ القُربَ من الأَنْبِياء والأولياءِ لا يُغْنِي الإِنْسانَ شيئًا، لأنَّ هذه زوجة نبيّ، ومعَ ذلك هَلَكَتْ معَ مَن هلكَ، فكونُ الإِنْسانِ قَريبًا من إِنْسانٍ وليٍّ للهِ لا يفيدُه شيئًا، فأبو لَهَبٍ عمُّ النَّبيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ومعَ ذلك ما نزلَ