من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: أن للإيمانِ علاماتٍ؛ لقوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا} إلى آخره.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن من ادَّعى الإيمانَ بدون علامَةٍ فدعواهُمْ باطِلَةٌ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: الإستدلالُ بالأَحْوال والقرائِنِ؛ لأنَّ الله ذَكَرَ علامةً على الإيمان في هذه الأفعال، والإيمانُ مَحَلُّه القَلْبُ فلا يُعْلَمُ، لكنْ هذه الأعمالُ قرائِنُ وأحوالٌ تدُلُّ على وجودِ ما هي دليلٌ عليه.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: الإستدلالُ بالقرائِنِ والأَحْوال على حقيقة الشَّيْء، وهذه مُفيدَةٌ غايةَ الفائدةِ للقُضاةِ.
وقد استدلَّ بالقرائِنِ أحَدُ الأنبياءِ الكِرامِ، وهو سليمانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
واستدلَّ بالقرائِنِ أيضًا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في قِصَّةِ مالِ حُيَيِّ بْنِ أخْطَبَ لما سأل عنه بعد غزوةِ خَيْبر، قالوا: إنَّه أَفْنَتْه الحروب، فقال الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم -: "المالُ كَثيرٌ والعَهْدُ قَريبٌ" (?) يعني لا يمكن أن تُفْنِيَه، فحُيَيُّ بنُ أخطبَ من أغنياءِ بني النَّضيرِ وإن ذهب مالُه؛ ثم دفعه إلى الزُّبَيرِ بْنِ العوَّام وقال له: فمَسَّهُ بعذابٍ، وعند ضَرْبِهِ قال: أنا سأدُلُّكم على شيءٍ كان حُيَيٌّ يختلفُ إليه كثيًرا، فدلَّهم على خَرِبَةٍ، فإذا المال مدفونٌ فيها، فاستدلَّ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بالقرائِنِ على وجود الشَّيْء.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن للإيمان تمامًا ونُقْصانًا؛ لأنَّ هذه الآية لا شَكَّ أنها في كمالِ الإيمانِ.