وَقُلْنَا: إن هذا الوَجْه أَسْهَلُ؛ لأن الأوَّل يحتاجُ إلى تقديرٍ، وقد يكون المقدَّرُ صَعْبًا؛ إذ قد يُشْكِلُ على الإنسان ملاءَمَتُه للسِّياق، فإذا قلتَ: الهَمْزَة للإستفهامِ وَهِيَ مقدَّمة على حرف العطف، والفاءُ حرف عطف، والمعطوف عليه ما سبق، والتَّقدير بدُون تَقْديم وتَأْخير: فَأَلَا تَتَذَكَّرون.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ الله: [هذا، فتؤمنون] [هذا] أفادنا المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ بقوله [هذا] أنَّ المرادَ بالتذكُّر البَصَرُ به والعِلْمُ به؛ ويُحْتَمَلُ أن يكون المرادُ بالتَّذَكُّرِ الإتِّعاظَ، وعلى هذا فيكون لازمًا لا مُتَعَدِّيًا؛ يعني: أفلا تَتَّعِظونَ بعد أن عَرَفْتُم مخلوقاتِه العظيمةَ واستواءَه على عَرْشِه، وأنه ليس لكم من دونه من وليٍّ ولا شَفيعٍ؛ أفلا تَتَّعِظون فتُؤْمِنون؟ !
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: أنَّ الذي خلق السَّمواتِ هو الله لا شريك له؛ تُؤْخَذُ من قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ} من كون المبتدأِ والخَبَر مَعْرِفَتينِ، وإذا كان المبتدأُ والخبرُ مَعْرِفَتَين فإنَّهما يُفيدانِ الحَصْرَ: الله الذي خلق لا غَيْرُه.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثباتُ ما تضَمَّنَتْه هذه الجُمْلَةُ من العِلْمِ والقُدْرَة؛ لقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} أي لا خَلْقَ بدون عِلْمٍ، ولا خَلْقَ بدون قُدْرَة.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: بيانُ عَظَمَةِ قُدْرَةِ الله؛ لأنَّ خَلْقَ هذه السَّمواتِ والأَرْضِ العظيمة يدُلُّ على عظمة الخالِقِ؛ فكما أنَّنا لو رأينا قَصْرًا مَشِيدًا وبِناءً مُحْكَمًا استَدْلَلْنا به على عَظَمَة الباني.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ بين السَّمَواتِ والأَرْضِ من الآياتِ شيئًا كبيرًا، حيثُ جَعَلَه