من فوائد الآية الكريمة:

الفائدة الأولى

الْفَائِدَةُ الأُولَى: أنه لا حاكِمَ في الآخِرَة إلا الله، تُؤخَذُ من ضميرِ الفَصْل في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ} فهو وَحْدَه يَفْصِلُ، وقد قال الله تعالى في آيةٍ أخرى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، وقال: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ}.

الفائدة الثانية

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثباتُ يَوْم القيامَةِ؛ لقوله تعالى: {يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

الفائدة الثالثة

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَحْكُمُ بين المؤمنين والكافرين في ذلك اليَوْمِ؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} فيقول: أنتم على حَقٍّ، وأنتم على باطِلٍ؛ وهؤلاء للجَنَّةِ، وهؤلاء للنَّارِ، والغالِبُ المُنْتَصِرُ هم المؤمنون.

وقد قال تعالى: {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141]، فانظر! قاضٍ يُعْلِنُ الحُكْمَ بين الخَصْمَيْنِ ويقول: أنتَ الغالِبُ، يعلن بالحُكْمِ قبل القَضِيَّة، وهذا في حَقِّ الله عَزَّ وَجَلَّ لا شَكَّ أنه جائِزٌ، لكنْ في قضيَّة في الدُّنْيا ويأتي القاضي ويقول: يا فلانُ أنت كاذِبٌ، وذاك ليس له سبيلٌ عليكَ، فهذا لا يجوز:

أولًا: لأنَّ القاضيَ إلى الآن ما عُرِضَتْ عليه هذه القضيَّة ولا يدري.

ثانيًا: أنَّ الخَصْمَ غالبًا يَذْكُرُ الحُجَّة التي له سواء إنْ قَصَدَ إخفاءَ قضِيَّة خَصْمِه أم ظنَّ أنها لا تَنْفَعُه.

الفائدة الرابعة

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنه لا وِفاقَ بين المؤمنينَ والكافرين؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} فأيُّ إنسانٍ يحاوِلُ أن يقارِبَ بين الإسلامِ والنَّصْرانِيَّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015