من فوائد الآيتين الكريمتين (41 - 42):

الفائدة الأولى

الْفَائِدَةُ الأُولَى: التَّهدِيدُ للمُكذِّبين للرَّسولِ - صلى الله عليه وسلم - وأنَّ عذَابَهم وَاقِعٌ لَا مَحَالةَ.

الفائدة الثانية

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: تَسلِيَةُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإِنَّ رَسُولَ اللهِ جَاءَ بالهُدَى والحَقِّ والآياتِ، فإِذَا كُذِّب فسَيكُونُ ذَلِكَ ثَقِيلًا عَلَى نفْسِهِ، فسَلَّاهُ اللهُ -عَزَّ وجلَّ - بهَذَا الوَعِيدِ.

الفائدة الثالثة

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: وَصْفُ اللهِ تبارَكَ وَتَعَالى بالانتِقَامِ، كَمَا وَصَفَهُ فِي آيَاتٍ أُخْرَى.

ولكِنْ هَلْ يُوصَفُ بِهِ عَلَى الإِطْلَاقِ، فيُقالُ مَثَلًا: المُنتَقِمُ؟

فالجَوابُ: لَا، لأَنَّ كلمَةَ المُنتقِم ليسَتْ مَدْحًا فِي ذَاتِها حتَّى تُقابَل بِمَا يَكُونُ سَبَبًا للانتِقَامِ؛ ولهذَا تَمُرُّ بنَا أسمَاءُ اللهِ الحُسْنَى الَّتِي عَدَّهَا بعْضُ النَّاسِ مِنْهَا المُنتقِمَ، وهَذَا غلَطٌ، فإِنَّ ذَلِكَ ليسَ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ؛ لأَنَّ اللهَ لَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ مِنْ أسمَائِهِ، وإنَّما ذكَرَهُ مُقيَّدًا بحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ؛ وهُنَا {فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ} مُقيَّدٌ بحَالٍ مِنَ الأَحْوالِ، وهِيَ تكْذِيبُ هَؤُلاءِ، وهُوَ كقَوْ لِهِ تعَالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22].

الفائدة الرابعة

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: عظَمَةُ اللهِ - عَزَّ وجلَّ - حيثُ وَصَفَ نفْسَهُ بالجمْعِ، ومنَ المعْلُومِ أنَّهُ لَيسَ المرَادُ بالجمْعِ التَّعدُّدَ؛ لأَنَّ اللهَ إلَهٌ واحِدٌ، لكِنَّ المُرادَ بالجَمْعِ هُنَا التَّعظِيمُ.

الفائدة الخامسة

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الوَعْدَ يَأتِي فِي الشَّرِّ والعُقُوبَةِ، خِلَافًا لمِنْ قَال: الوَعْدُ فِي الخَيرِ والإيعَادُ فِي الشَّرِّ، وأَنشَدُوا عَلَى ذَلِكَ قَولَ الشَّاعرِ:

وإِنِّيَ إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لمُخْلِفُ العَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015