قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الزخرف: 25].
{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} أَي: أَنزَلْنا بهِمُ النِّقمَةَ، وهِيَ العُقُوبةُ، {فَانْظُرْ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} انظُرْ يَا محُمَّدُ، أَو انظُرْ أيُّها المخَاطَبُ كيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكذِّبينَ، إِذَا نظَرْنَا وَجَدْنا العَاقِبَةَ الهَلاكَ والدَّمارَ، فلْنَعتَبِرْ.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: بَيَانُ قُدرَةِ اللهِ سُتحَانَهُ وَتَعَالى، وأنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى يُمِلي للظَّالِمِ حتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفلِتْه، فإِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنتَقِمَ منِهُمْ بأَوَّلِ مَرَّةٍ، لكِنْ يُمِلي للظَّالِمِ، فإِذَا أخَذَهُ أخَذَهُ أخْذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: الأمْرُ بالاعتِبَارِ والنَّظرِ فِي الأُمُورِ؛ لقَوْلِهِ: {فَانْظُرْ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} والنَّظرُ هُنَا نَظَرُ قَلْبٍ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن عاقِبَةَ المُكذِّبينَ الهَلَاكُ والدَّمارُ؛ لأَنَّ اللهَ أهْلَكَ كُلَّ المُكذِّبينَ، أهْلَكَ قَوْمَ نُوحٍ، وقَوْمَ هُودٍ، وقَوْمَ صَالِحٍ، وقَوْمَ لُوْطٍ، وفِرعَونَ، كُلُّ المُكذِّبينَ أهلكَهُمُ اللهُ سُبَحَانَهُ وَتَعَالى، لكنَّ هَذ الأُمَّةَ -ولله الحمْدُ- جعَلَ اللهُ هلَاكَ عَدُوِّهَا عَلَى يَدِهَا، وذَلِكَ بالحُرُوبِ؛ لأَنَّ هلَاكَ عَدُوِّك علَى يَدِكَ أَشْفَى للقَلْبِ مِنْ هَلاكِهِ